الخطوط الجوية الكورية تراهن على التوسع في الاستثمار وتحسين تجربة السفر لتجاوز الحرب التجارية

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


أطلق الرئيس التنفيذي لشركة الخطوط الجوية الكورية، تحذيراً صارخاً من تأثير الحرب التجارية التي شنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على قطاع السفر والطيران.
وقال تشو «نقع بين الولايات المتحدة والصين، نحن نعتمد على كلا الاقتصادين بشكل كبير».واستحوذت شركة الخطوط الجوية الكورية على منافستها، آسيانا إيرلاينز، في ديسمبر، وهي ليست شركة الطيران الكبرى الوحيدة التي حذّرت من تأثير الرسوم الجمركية.
صرحت شركة دلتا إيرلاينز في أبريل بأن الإيرادات قد تنخفض في الربع الحالي وأن «النمو قد توقف إلى حد كبير».وتوقفت شركات دلتا وأميركان إيرلاينز وساوث ويست إيرلاينز عن تقديم توقعات مالية للعام بأكمله بسبب حالة عدم اليقين التي أنتجتها الحرب التجارية.مع ذلك لا يزال تشو متفائلاً، حيث يعتقد أن الحرب التجارية ستنتهي قريباً وأن الخطوط الجوية الكورية ستحافظ على ربحيتها.

الرحلات إلى أميركا

مع قيام شركات الطيران الأميركية، من يونايتد إلى ساوث ويست، بتقليص جداول رحلاتها، تخطط شركة الطيران الرائدة في كوريا الجنوبية للحفاظ على جدول رحلاتها إلى أميركا كما هو، كما ستعيد تشغيل رحلات من سيول إلى لوس أنغلوس وأتلانتا.وقال «بيانات الحجوزات لفصل الصيف قوية جداً، ولا يمكننا تغيير جدول رحلاتنا بسبب انخفاض حركة المرور بنسبة 5: 10 في المئة».وتتوقع شركة الاستشارات «اقتصاديات السياحة» في ظل سيناريو حرب تجارية موسعة، أن تنخفض الزيارات الدولية الوافدة إلى الولايات المتحدة بنسبة 12.7 في المئة هذا العام، ما يؤدي إلى خسارة سنوية قدرها 22 مليار دولار في إنفاق السائحين الوافدين على السفر في أميركا.أما خارج الولايات المتحدة، فيقول الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) إن الطلب العالمي على السفر يبدو مرناً.في مقابلة مع رويترز في أبريل، صرّح ويلي والش، المدير العام لاتحاد النقل الجوي الدولي (IATA)، بأنه على الرغم من أن حالة عدم اليقين المرتبطة بالتجارة فإن قطاع الطيران لطالما تعامل مع مثل هذه الاضطرابات.وأضاف والش أن السفر عبر المحيط الأطلسي ارتفع في يناير وفبراير مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي، وأن الطلب العالمي الإجمالي لا يزال أعلى بنحو 9 في المئة من مستويات ما قبل الجائحة.ولكن والش أشار إلى أن بيانات مارس وأبريل لم تصل بعد، وبالتالي لم يتم التعرف على أثر الحرب التجارية بعد.وستسبب بيئة التعريفات المضطربة في أزمة لرحلات الشحن، التي تُمثل جزءاً كبيراً من أعمال الخطوط الجوية الكورية، خاصةً أن الشركة خلال جائحة كوفيد-19 قامت بإعادة تصميم طائرات الركاب وتحويلها لتصبح طائرات شحن، ما ساعد في إنقاذ شركة الطيران خلال فترة الجائحة، ولكن الشركة تخطط الآن للبحث عن إطلاق رحلات شحن إلى أسواق جديدة.وتتعلق 40 في المئة من أعمال الخطوط الجوية الكورية بالشحن، وسيتأثر هذا القطاع بشدة عندما تُطبق التعريفات الجمركية على كوريا والصين.يقول والتر تشو «لا أخطط لتقليص حجم شحناتنا، بل سنعيد توجيه حجم أعمالنا إلى أوروبا وأماكن أخرى، أو يمكننا التركيز على النشاط التجاري الكبير بين الصين وكندا».

الاستثمار مستمر

في مارس أتمت الخطوط الجوية الكورية أكبر طلبية لها على الإطلاق من بوينغ، بعدد 50 طائرة عريضة البدن، مع خيار شراء عشر طائرات إضافية.ستُشغّل الطائرات بمحركات جنرال إلكتريك للطيران، في صفقة بقيمة 32 مليار دولار أشاد بها البيت الأبيض.وأكد تشو أن قرار شراء طائرات بوينغ اتُخذ العام الماضي، قبل بدء ولاية ترامب الثانية.وأكد تشو استمرار خطة الشركة في ترقية الخدمات لمُواكبة الجودة والفخامة التي تُقدّمها شركات الطيران العالمية المُنافسة مثل الخطوط الجوية السنغافورية والخطوط الجوية القطرية، كما تعهد بعدم تقليص المساحة المُخصصة لمقاعد الدرجة السياحية (الرحبة نسبياً) في الخطوط الجوية الكورية.ويتوقع تشو أن يتم في غضون ثلاث إلى أربع سنوات تجديد المقاعد والكبائن في كل أسطول الخطوط الجوية الكورية، وقال «علينا تجديد نحو 150 طائرة، ما يتطلب جهداً كبيراً بسبب مشكلات سلاسل التوريد».في وقتٍ تُخفّض فيه العديد من شركات الطيران العالمية نفقاتها، يُراهن تشو على استقرار العلاقات مع الولايات المتحدة، والاستثمار في تحسين تجربة المسافرين، والبحث عن أسواق جديدة، من أجل تجاوز عاصفة حرب تجارية.



‫0 تعليق

اترك تعليقاً