أظهرت بيانات مكتب الإحصاء الكندي تسجيل مبيعات التجزئة الأساسية في كندا، خلال شهر فبراير شباط، نمواً نسبته 0.5 في المئة، متجاوزة تقديرات المحللين التي رجّحت انكماشاً طفيفاً بنسبة 0.1 في المئة، عكس التوقعات. وتأتي هذه القراءة الإيجابية بعد أداء باهت في يناير كانون الثاني إذ سجل المؤشر نمواً طفيفاً بلغ 0.2 في المئة.
ومن الجدير بالذكر أن مؤشر مبيعات التجزئة الأساسية يستثني مبيعات السيارات التي تمثل نحو ربع إجمالي المبيعات لكنها تُعرف بتقلباتها الشهرية الحادة، وهو ما يجعل هذا المؤشر أداة أدق لقياس الاتجاه الأساسي للاستهلاك في البلاد.
ويأتي هذا التحسن الأخير بعد سلسلة من القراءات المتذبذبة خلال الأشهر الماضية؛ ففي ديسمبر كانون الأول الماضي مثلاً، قفز المؤشر بنسبة 2.7 في المئة، بينما سجل في نوفمبر تشرين الثاني انكماشاً بنسبة 0.7 في المئة.أما في أكتوبر تشرين الأول، فاقتصر النمو على 0.1 في المئة، بعد أداء أفضل في سبتمبر أيلول بلغ 0.9 في المئة.وتكمن أهمية هذا المؤشر في كونه يعكس التغير في القيمة الإجمالية لمبيعات التجزئة المعدلة بحسب التضخم، مع احتساب المبيعات عبر الإنترنت أيضاً، ما يمنح رؤية شاملة عن ديناميكيات السوق الاستهلاكية في كندا.اقتصادياً، قد تدفع هذه البيانات بنك كندا إلى التريث في اتخاذ قرارات خفض الفائدة في المدى القريب، خصوصاً إذا استمر النشاط الاستهلاكي في تسجيل قراءات إيجابية، ومع ذلك، يبقى عامل التضخم عاملاً حاسماً في توجيه السياسة النقدية مستقبلاً.خلال الأشهر الأخيرة، شهدت مبيعات التجزئة الأساسية في كندا تذبذباً واضحاً بين التوسع والانكماش، ما أثار تساؤلات حول متانة الطلب الداخلي، إلا أن البيانات الأخيرة تعيد الأمل في تعافي تدريجي مدفوع بمرونة المستهلك الكندي رغم التحديات