أعلن بنك بي إن بي باريبا الفرنسي، أكبر البنوك في منطقة اليورو من حيث الأصول، عن تحقيق أرباح للربع الأول من العام الجاري جاءت متوافقة مع توقعات المحللين، مدعومة بارتفاع إيرادات قسم الخدمات المصرفية الاستثمارية، رغم التحديات الاقتصادية العالمية الناتجة عن تصاعد الحرب التجارية.
وأوضح البنك أن سبب التراجع يعود بشكل كامل إلى إعادة دمج عملياته في أوكرانيا في حساباته المالية خلال العام الماضي، وهو ما أثر على المقارنة السنوية.
أداء قوي للخدمات المصرفية
سجلت الأقسام الثلاثة الرئيسية في البنك زيادات في الأرباح قبل احتساب الضرائب، وتصدرها قسم الخدمات المصرفية للشركات والمؤسسات، إذ قفزت مبيعاته بنسبة 12.5 في المئة لتصل إلى مستوى قياسي، في ظل تزايد نشاط العملاء في الأسواق المالية المضطربة.
كما شهدت مبيعات تداول الأسهم والخدمات الأولية قفزة بنسبة 42 في المئة، بينما ارتفعت الإيرادات من تداول السندات والعملات والسلع بنسبة 4.4 في المئة، وارتفع أيضاً إجمالي الإيرادات على مستوى المجموعة بواقع 3.8 في المئة لتقترب من 13 مليار يورو، متماشية مع توقعات المحللين.وأشارت مذكرة مبكرة صادرة عن بنك رويال بنك أوف كندا إلى أن نتائج بي إن بي «مختلطة» لكنها استفادت من الاتجاهات الإيجابية في قطاع الخدمات المصرفية الاستثمارية، في حين بقيت خسائر القروض منخفضة، لافتة إلى أن النظرة المستقبلية لا تزال غير واضحة.
نظرة مستقبلية وتحديات
وفي ظل مخاوف الأسواق من تأثير الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة بقيادة الرئيس دونالد ترامب منذ مطلع أبريل نيسان الجاري، يبقى التركيز على كيفية استعداد البنوك لمواجهة تباطؤ محتمل في النمو الاقتصادي قد ينعكس سلباً على الطلب على القروض.وعلى الرغم من تراجع أسهم البنوك الأوروبية في أبريل، شهدت الأسواق هذا الأسبوع بعض التعافي بعد إشارات من إدارة ترامب بإمكانية تهدئة التوتر التجاري مع الصين.من جانبه، أكد المدير التنفيذي للبنك، جان-لوران بونافيه، أن بي إن بي باريبا في موقع جيد للاستفادة من أي نشاط اقتصادي متزايد نتيجة خطط الإنفاق المالي الكبرى في ألمانيا والاتحاد الأوروبي، والرامية إلى دعم الدفاع والاقتصاد.وجدد بونافيه التزام البنك بأهدافه للفترة ما بين 2024 و2026، التي تشمل تحقيق نمو سنوي متوسط في صافي الدخل بنسبة تتجاوز سبعة في المئة، ونمو سنوي متوسط في الإيرادات بأكثر من خمسة في المئة.وسلط تقرير البنك الضوء على الأداء الباهت لقسم التجزئة، لا سيما وحدة البنك الإيطالي «بي إن إل»، في وقت أكد فيه تحقيق قرابة ثلث أهدافه من خطة خفض التكاليف البالغة 600 مليون يورو لهذا العام، نصفها تقريباً من القطاع التجاري.كما أشار التقرير إلى تراجع في مبيعات وحدة تأجير السيارات التابعة للبنك «Arval» بنسبة 11.8 في المئة بسبب انخفاض أسعار السيارات المستعملة، في حين من المنتظر الإعلان عن تفاصيل خطة إعادة هيكلة قسم التجزئة الفرنسي في يونيو حزيران المقبل.