تهديد ترامب بإقالة جيروم باول يُنذر بعاصفة جديدة ضد الدولار

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


حذّر خبراء اقتصاديون من أن الدولار الأميركي سيكون الضحية الأكبر في حال أقدم الرئيس الأميركي دونالد ترامب على إقالة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، في خطوة قد تكون لها تداعيات غير مسبوقة على الأسواق العالمية.وبلغ المؤشر المرجعي للدولار الذي يقيس أداء العملة مقابل سلة من العملات العالمية اليوم الثلاثاء عند الواحدة ظهراً بتوقيت دبي مستوي 97.9 نقطة، فيما بدا للبعض أن رغبة ترامب في إضعاف الدولار قد تجد طريقها إلى الواقع، لكن الثمن قد يكون باهظاً للغاية، وفقاً للمحلل الاقتصادي جيمي ماكجيفر الذي تحدث إلى وكالة رويترز.
وتعود خلافات ترامب مع باول إلى فترة رئاسته الأولى، حين انتقده مراراً بسبب عدم خفض أسعار الفائدة بما يكفي لدعم النمو الاقتصادي، إلّا أن الهجمات الأخيرة تمثّل تصعيداً خطيراً، قد يحوّل الانخفاض الحالي في قيمة الدولار إلى انهيار شامل وفوضوي.

انخفاض تاريخي للدولار

خسر الدولار نحو 9 في المئة من قيمته منذ بداية عام 2025 حتى الآن، منها ما يقارب من ستة في المئة خلال الشهر الأخير فقط، وهو ما يعتبر أسوأ أداء شهري للعملة منذ الأزمة المالية العالمية في 2007-2009.

وقد تسارعت وتيرة الانخفاض مع فرض ترامب ما يُسمّى بـ«رسوم يوم التحرير»، التي زرعت الشكوك وأربكت الأسواق.ويقيس المؤشر المرجعي للدولار أداء العملة مقابل سلة من العملات العالمية، ويشير حالياً إلى أكبر انخفاض شهري منذ أكثر من 50 عاماً باستثناء حالات نادرة كأزمة 1985 التي انتهت باتفاق «بلازا» الشهير لخفض قيمة الدولار آنذاك.

تهديد للاستقرار والثقة

لكن ما يُثير القلق الأكبر، بحسب المحللين، هو تأثير الخطوات السياسية على مصداقية صانعي السياسات الاقتصادية في الولايات المتحدة، فإقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي بالقوة تعد خطوة تمس جوهر الاستقرار المالي لأي دولة، حتى لو كانت الولايات المتحدة ذاتها.وقد علّق إيريك روزنغرين، الرئيس السابق لبنك الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن، عبر منصة «إكس» قائلاً، «ما لم يكن الهدف هو جعل أميركا تتعامل كدولة من العالم الثالث، فإن تهديد استقلالية الاحتياطي الفيدرالي يقلل جاذبية الاستثمار في الاقتصاد الأميركي».

رد فعل الأسواق وتوقعات قاتمة

يتوقع المحللون أنه في حال استقال باول أو إقالته أن تشهد الأسواق «إعادة تسعير» دافعة نحو مزيد من خفض الفائدة، خاصة إذا عُين رئيس جديد يتبنى وجهة نظر ترامب. وتتوقع الأسواق حالياً خفضاً بنحو 100 نقطة أساس هذا العام، لكن الانخفاض الإضافي في الفائدة قد يسرّع وتيرة هروب المستثمرين.وفي الوقت ذاته، فإن ضعف الدولار سيؤثر سلباً في دول أخرى، إذ سترتفع عملاتها، ما يضر بصادراتها ويهدد بتدخلات رسمية قد لا تنجح في وقف النزيف. ويقول الخبير في الأسواق المالية، فيل سوتل لوكالة رويترز: «مواجهة هجوم مضاربي على الدولار ستكون صعبة للغاية، حتى بالنسبة للاحتياطي الفيدرالي».

فرصة أم كارثة؟

تشير توقعات سوق «بولي ماركت» الإلكترونية إلى أن احتمالية إقالة باول هذا العام وصلت إلى 19 في المئة، وهي نسبة مرتفعة مقارنة بالمعدل الطبيعي الذي لم يتجاوز 15 في المئة خلال العام، ما يعكس قلقاً متزايداً في أوساط المستثمرين.ورغم أن السيناريو الأسوأ قد لا يتحقق إذا تراجع ترامب عن تهديداته أو اختار باول الاستقالة طوعاً، فإن مجرد التلويح بإقالته يكفي لإشعال فتيل أزمة ثقة في النظام المالي الأميركي، ما قد يعيد تشكيل الاقتصاد العالمي بثمن باهظ.



‫0 تعليق

اترك تعليقاً