تشهد القارة الأوروبية موجة متصاعدة من تسريحات العمال وتقليص الوظائف، إذ بدأت شركات كبرى من مختلف القطاعات بإجراءات تقشفية واضحة لمواجهة ضعف الطلب وارتفاع التكاليف.
هذه الظروف دفعت العديد من الشركات الكبرى إلى اتخاذ قرارات صعبة شملت تجميد التوظيف أو تقليص أعداد موظفيها، في محاولة لتقليص التكاليف والحفاظ على الربحية وسط حالة عدم اليقين.
أعلنت شركة بورشه الألمانية أنها ستلغي 2000 وظيفة إضافية، بعد إعلان سابق عن شطب 1900 وظيفة، مع نية لمفاوضات جديدة مع النقابات في النصف الثاني من عام 2025.اتخذت رينو الفرنسية خطوة مماثلة بإنهاء 300 وظيفة في مصنعها للشاحنات بمدينة ساندوفيل.. أما فولكسفاغن فتعتزم تسريح 1600 موظف من قسمها البرمجي «كاريد»، فيما أعلنت أودي، التابعة لها، أنها ستلغي نحو 7500 وظيفة في ألمانيا بحلول عام 2029، خصوصاً في مجالات الإدارة والتطوير.وفي السياق نفسه، وقّعت ستيلانتيس اتفاقاً مع النقابات في إيطاليا يشمل خفض 350 وظيفة ضمن خطة طويلة الأجل، كما أعلنت عن تسريح مؤقت لـ900 موظف في خمس منشآت أميركية على خلفية فرض رسوم جمركية جديدة. كذلك، قررت فولفو السويدية تسريح 800 موظف في الولايات المتحدة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، نتيجة ضبابية السوق وتداعيات الرسوم.لم تقتصر الضغوط على قطاع السيارات.. يعاني القطاع المصرفي هو الآخر. يعتزم دويتشه بنك خفض نحو 2000 وظيفة من قطاع التجزئة، فيما كشفت سانتاندير المملكة المتحدة أن نحو 750 موظفاً معرضون لفقدان وظائفهم بسبب إغلاق فروع جديدة. أبلغ بنك (يو بي أس) UBS السويسري النقابات في إيطاليا بنيته الاستغناء عن 180 وظيفة، أي نحو ثلث طاقمه هناك.أما في القطاع الصناعي فقد أعلنت سيمنس الألمانية عن خطط لتسريح 5600 موظف من وحدتها للرقمنة الصناعية، في ظل ضعف الطلب محلياً ودولياً، بينما أعلنت تيسنكروب عن إلغاء 1800 وظيفة أخرى بسبب تراجع الطلب في قطاع السيارات.لم يسلم قطاع التجزئة والسلع الاستهلاكية من الموجة.. قالت سلسلة موريسونز البريطانية إن نحو 365 موظفاً معرضون لفقدان وظائفهم ضمن خطة لتقليص العمليات في المتاجر، بينما أعلنت نستله أنها ستبيع مصنعين في ألمانيا، ما يؤثر على 225 وظيفة.انضمت شركة بوما الرياضية للقائمة بخفض 500 وظيفة حول العالم ضمن برنامج تقليص التكاليف.تأثرت شركات من قطاعات أخرى أيضاً، كشفت بايونتك الألمانية، المختصة بتقنيات لقاح كورونا، عن نيتها لتقليص ما بين 950 و1350 وظيفة بحلول عام 2027، تشمل مواقع في ألمانيا وأميركا الشمالية. أما دي أتش أل DHL فتخطط لتسريح 8000 موظف في ألمانيا بهدف توفير أكثر من مليار يورو. كذلك، أعلنت شركة يو بي أم UPM الفنلندية عن إغلاق دائم لأحد مصانعها في ألمانيا، ما يهدد 462 وظيفة.(رويترز)