قال وزير الاقتصاد الألماني المنتهية ولايته، روبرت هابيك، يوم الخميس، إن الاقتصاد الألماني من المتوقع أن يسجل نمواً صفرياً هذا العام، مُعزياً ذلك إلى الرسوم الجمركية الواسعة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وكانت الحكومة الألمانية قد توقعت سابقاً نمواً طفيفاً في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.3 بالمئة لهذا العام، وهو أكبر اقتصاد في أوروبا، والذي انكمش على مدار العامين الماضيين.
تعد الولايات المتحدة أكبر شريك تجاري لألمانيا، حيث استحوذت على نحو 10 بالمئة من صادراتها العام الماضي، من السيارات إلى المواد الكيميائية.الاقتصاد الألماني وتحديات الرسوم الجمركيةفي ظل إدارة ترامب، فرضت الولايات المتحدة الآن رسوماً جمركية بنسبة 10 بالمئة على صادرات الاتحاد الأوروبي إلى البلاد، بعد أن كانت قد أعلنت عن فرض رسوم بنسبة 20 بالمئة تم تعليقها لاحقاً.وأضاف هابيك: «إن الرسوم الجمركية وتقلبات السياسة التجارية تؤثر على الاقتصاد الألماني بشكل أكبر من الدول الأخرى».وتابع قائلاً: «نحن نعتمد على الأسواق المفتوحة، والأسواق الفاعلة، والعالم المتعدد الجنسيات، وهذا ما جعل هذا البلد غنياً».انكمش الناتج المحلي الإجمالي الألماني بنسبة 0.3 بالمئة في عام 2023 وبنسبة 0.2 بالمئة في 2024، حيث تعرض لارتفاع أسعار الطاقة بعد الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا.كما تأثر الاقتصاد الألماني بالمنافسة الصينية المتزايدة في صناعات رئيسية مثل السيارات والآلات.وقال هابيك: «أود أن أقول إننا نمر الآن بتغير جذري في الأسس التي يعتمد عليها الاقتصاد الألماني».وأضاف: «شركاؤنا التجاريون الرئيسيون، الصين والولايات المتحدة، وجارتنا روسيا، يتسببون لنا في مشكلات».
ما مصير «اصنع في ألمانيا»؟
وقال هابيك أيضاً إن الحكومة لم تتخذ خطوات كبيرة لتحفيز الاقتصاد منذ انهيار الائتلاف الحكومي بقيادة المستشارة السابقة أولاف شولتز في نوفمبر تشرين الثاني، ما مهد الطريق لإجراء الانتخابات في فبراير شباط القادم.وقال: «لم تُتخذ أي مبادرات ملموسة لمكافحة الركود من خلال التشريعات أو التدابير منذ نصف عام».وتطلع هابيك إلى أمل في أن حزمة استثمارية جديدة worth عدة مئات من المليارات من اليوروهات قد تساعد في تنشيط الاقتصاد تحت قيادة المحافظ فريدريش ميرز، المتوقع أن يتولى السلطة في بداية مايو أيار.وقال هابيك: «من الجيد أن يتم أخيراً إجراء استثمارات»، مضيفاً أنها «يمكن أن تعوض التراجع أو الضغط على التجارة الخارجية إلى حد ما».أخذت توقعات النمو في الحسبان «الدافع الإيجابي» من الاستثمارات الممولة بالديون كما افترضت أنه لن يكون هناك مزيد من التصعيد في «جنون» الرسوم الجمركية، وفقاً لما ذكره هابيك.كما دعا هابيك خلفاءه إلى تعزيز الوحدة الأوروبية والاستقلالية بحيث تتمكن ألمانيا من مواجهة العملاقين الاقتصاديين.وقال: «صُنع في ألمانيا انتهى، نحن سوق واحد ومن خلال هذا السوق سنعيد الاستثمار إلى أوروبا».وتابع: «يجب علينا دعم الاتحاد الأوروبي في اتخاذ موقف واضح، والتفاوض بثقة مع الولايات المتحدة وفي الوقت ذاته الاستعداد لفرض تدابير مضادة فعالة».وقالت هيلينا ميلنيكوف، رئيسة غرفة التجارة والصناعة الألمانية: «إن وضع الاقتصاد الألماني خطير».ودعت «الحكومة الفيدرالية القادمة إلى المضي قدماً، وإيجاد حلول في نزاع الرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة على مستوى الاتحاد الأوروبي»، مؤكدة أن الوقت مهم جداً.(أ ف ب)