الحرب التجارية تعرقل طفرة الذكاء الاصطناعي.. «السبعة الكبار» في أزمة

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


استمرت طفرة استثمارات الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة خلال الفترة الماضية رغم التحذيرات من بطء العوائد والمخاوف التي أثارتها النماذج الرخيصة التي طورتها شركة ديب سيك الصينية.لكن الحرب التجارية العالمية التي أشعلتها إدارة الرئيس دونالد ترامب تهدد الآن بتوقف هذا الزخم عبر مختلف الصناعات من الطاقة إلى البرمجيات.
ومن المتوقع أن تكشف تقارير الأرباح المرتقبة لعمالقة التكنولوجيا مثل ألفابت (غوغل) ومايكروسوفت، إضافة إلى شركات المرافق التي تزود مراكز البيانات الضخمة بالطاقة مثل فيسترا وكونستيليشن إنرجي، ما إذا كانت الرسوم الجمركية المتبادلة بين الولايات المتحدة والصين تدفع الشركات إلى إعادة النظر في خططها الطموحة للبنية التحتية.

تباطؤ الإنفاق على مراكز البيانات

بدأت القطاعات العميلة لهذه الشركات، من البيع بالتجزئة ووسائل الإعلام إلى شركات الطيران وصناعة السيارات، في تقليص الإنفاق وسط حالة الضبابية. وحذّر المحللون من أن هذا قد يؤثر على استثمارات أدوات الذكاء الاصطناعي، وأشاروا إلى علامات مبكرة على انسحاب شركات التكنولوجيا الكبرى من عقود تأجير مراكز البيانات، وفق رويترز.

رغم ذلك، أكدت غوغل ومايكروسوفت التزامهما بخطط الإنفاق الرأسمالي لعام 2025، والتي تبلغ مجتمعة 155 مليار دولار، أي نحو نصف الإنفاق المتوقع على الذكاء الاصطناعي عالمياً هذا العام والذي يقدر بـ320 مليار دولار.لكن الضغوط تتزايد على الشركات التكنولوجية مع تعطل سلاسل الإمداد بسبب الرسوم الجمركية، خاصة في الصين، التي تعد مركزاً رئيسياً لإنتاج معدات الذكاء الاصطناعي، وقد استبعدت مؤخراً من إعفاء جمركي لمدة 90 يوماً.

توقعات بارتفاع تكاليف مراكز البيانات عالمياً

يحذّر المحللون من أن الرسوم الجمركية بنسبة 145 في المئة على السلع الصينية قد تؤدي إلى زيادة حادة في تكاليف مراكز البيانات، خصوصاً إذا تم إلغاء الإعفاءات عن المنتجات الإلكترونية.قال بات لينش، المدير التنفيذي لحلول مراكز البيانات في شركة CBRE للخدمات العقارية «الكثير من البنية التحتية الكهربائية ومعدات مراكز البيانات تُصنع خارج الولايات المتحدة، ومع ندرة هذه المعدات وارتفاع الطلب عالمياً، فإن الرسوم الجمركية ستزيد الوضع تعقيداً، خاصة إذا أعادت الموردين الأجانب توجيه هذه المعدات إلى أسواق أخرى».

تأثير سلبي على أسهم «السبعة الكبار» في قطاع التكنولوجيا

أدى هذا الوضع إلى تراجع القيمة السوقية لأسهم ما يعرف بـ«السبعة الكبار» بنحو 5 تريليونات دولار منذ ذروة العام الماضي، في حين تراجعت أسهم شركة إنفيديا، الرائدة في صناعة رقائق الذكاء الاصطناعي، بنسبة 26 في المئة هذا العام، وفقدت ألفابت نحو 20 في المئة من قيمتها.استراتيجية طويلة الأمد رغم التحديات قصيرة الأجلرغم هذه التحديات، يؤكد المديرون التنفيذيون لشركات التكنولوجيا أن الرهان على الذكاء الاصطناعي لا يزال استثماراً طويل الأمد ضرورياً للحفاظ على الريادة التكنولوجية.فقد دافع أندي جاسي، الرئيس التنفيذي لأمازون، عن استثمارات شركته في الذكاء الاصطناعي، مؤكداً أنها ضرورية للبقاء في صدارة السباق التكنولوجي.وأشار إريك شيفر، الرئيس التنفيذي لشركة باتريارك أورغنايزيشن أن السوق يقلل من شأن العوائد المستقبلية للذكاء الاصطناعي، متوقعاً عائدات أكبر خلال عام إلى 18 شهراً من شركات الحوسبة السحابية الكبرى (hyperscalers).يواجه قطاع الذكاء الاصطناعي ضغوطاً قصيرة الأجل بفعل الحرب التجارية وزيادة التكاليف، لكنه لا يزال يمثل إحدى الركائز الأساسية لنمو الاقتصاد العالمي في المستقبل.



Source link

‫0 تعليق

اترك تعليقاً