السيف النووي الباكستاني.. كيف أفشلت إسلام آباد ضربة هندية إسرائيلية؟ «فيديو»

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
google news

بدأ البرنامج النووي الباكستاني في الخمسينيات تحت مظلة “الذرة من أجل السلام”، المبادرة الأمريكية التي أطلقها الرئيس دوايت آيزنهاور عام 1953، بهدف تطوير الطاقة النووية للأغراض المدنية.

 ووقعت باكستان اتفاقية تعاون مع واشنطن عام 1955، تلقت بموجبها مفاعلاً بحثياً صغيراً وبرامج تدريبية للعلماء، لكن التحول الجذري حدث بعد هزيمة 1971 أمام الهند، التي أدت إلى انفصال بنغلاديش.

أعلن رئيس الوزراء ذو الفقار علي بوتو عام 1972: “سنصنع القنبلة ولو أكلنا العشب”، مُطلقاً “المشروع 706” السري لتطوير السلاح النووي، رغم العقوبات الدولية.

عبد القدير خان: العقل المدبر للقنبلة

بعد التجربة النووية الهندية الأولى عام 1974 “بوذا المبتسم”، تسارعت الجهود الباكستانية. جُنِّد العالم عبد القدير خان، الذي عمل سابقاً في شركة “يورينكو” الهولندية، حيث اكتسب خبرة في تخصيب اليورانيوم عبر أجهزة الطرد المركزي. 

تولى خان قيادة البرنامج عام 1976، وأسس مختبرات كاهوتا السرية بالقرب من لاهور، والتي نجحت في تخصيب اليورانيوم بدرجة عالية بحلول 198329.

بحلول 1987، أصبحت باكستان قادرة على إنتاج قنبلة نووية واحدة سنوياً، وفق تقارير استخباراتية أمريكية. وسرعان ما تحولت إلى سابع دولة نووية في العالم بعد إجراء 6 تفجيرات نووية في مايو 1998 ردا على التجارب الهندية.

الدعم الصيني: شريك إستراتيجي

لعبت الصين دوراً محورياً في تعزيز القدرات النووية الباكستانية، حيث قدمت مفاعلات لإنتاج البلوتونيوم، وآلاف المغناطيسات الحلقية لتخصيب اليورانيوم، وشاركت في بناء محطة كراتشي النووية، كما ساعدت في تطوير الصواريخ الباليستية مثل “شاهين” و”غوري”، التي يصل مداها إلى 2750 كم، ما مكّن باكستان من ضرب عمق الهند خلال دقائق.

المخطط الهندي الإسرائيلي: محاولة تدمير كاهوتا

في أوائل الثمانينيات، خططت الهند وإسرائيل لضربة جوية مشتركة على منشأة كاهوتا، مستوحاة من الهجوم الإسرائيلي على المفاعل العراقي عام 1981.

وفقاً لوثائق استخباراتية، كانت الخطة تشمل استخدام طائرات إف-16 إسرائيلية تقلع من قاعدة هندية، مع إعادة التزود بالوقود في جبال الهيمالايا لتجنب الرادارات.

لكن المخابرات الباكستانية، بقيادة العميد امتياز أحمد، اكتشفت المخطط عام 1982، ونجحت في إفشاله عبر تسريبات دبلوماسية وتحذيرات أمريكية. كما اعترضت طائرات السرب 11 الباكستاني الطائرات الإسرائيلية قرب الحدود، ما أجبرها على التراجع.

تطوير الردع الشامل

أدركت باكستان أن “الردع الأدنى” غير كافٍ أمام التفوق العسكري الهندي، فانتقلت إلى مفهوم “الردع الشامل”، الذي يعتمد على: تنوع الرؤوس النووية: إستراتيجية، وتكتيكية، وعملياتية، وأنظمة إطلاق متعددة: صواريخ برية (شاهين، غوري)، وغواصات (صاروخ بابور-3)، وطائرات (إف-16).

التحديات والاتهامات الدولية

واجه البرنامج النووي الباكستاني اتهامات بتهريب التقنيات، خاصة بعد اعتراف عبد القدير خان عام 2004 بنقل تصميمات أجهزة الطرد المركزي إلى إيران وليبيا وكوريا الشمالية. ومع ذلك، رفضت باكستان التوقيع على معاهدة الحد من الانتشار النووي، مؤكدة أن ترسانتها “ضامن للأمن الوطني” في مواجهة الهند.

الوضع الحالي: 170 رأساً نووياً وقدرات متطورة

تمتلك باكستان اليوم نحو 170 رأساً نووياً، مع بنية تحتية قادرة على إنتاج اليورانيوم المخصب والبلوتونيوم. وفي 2015، كشفت عن أسلحة نووية تكتيكية قابلة للنشر السريع، وفي 2017 أجرت تجربة ناجحة لإطلاق صاروخ من غواصة، مما أكمل ثلاثيتها النووية (برية، جوية، بحرية)

الردع كضامن للسلام؟

رغم التوترات المستمرة حول كشمير، يُعتقد أن الردع النووي منع حرباً شاملة بين الجارتين منذ 1998. كما يقول الباحث شير علي كاكر: “القدرة النووية الباكستانية حمت قرارها الإستراتيجي وحفظت استقلاليتها”. لكن المجتمع الدولي يظل قلقاً من أي تصعيد قد يُفجر “السيناريو الكابوسي”: حرب نووية تودي بحياة 125 مليون شخص وتُسبب كوارث مناخية.



Source link

‫0 تعليق

اترك تعليقاً