جنيف / أديس أبابا في 20 أبريل /العُمانية/ أعلنت كل من منظمة الصحة العالمية والمراكز الإفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها عن مواصلة تعزيز تعاونهما الوثيق لمواجهة تفشي جدري القردة في القارة الإفريقية، في ظل استمرار انتشار المرض في مناطق جديدة وظهور تحديات معقدة على الأرض.
وأكد الطرفان، في بيان مشترك، التزامهما بتنفيذ خطة الاستجابة القارية المحدثة، والتي تركز على السيطرة على التفشيات الحالية، وتوسيع نطاق التطعيم، والتحول نحو استجابة طويلة الأجل ومستدامة تدمج مرض جدري القردة ضمن خدمات الصحة العامة الروتينية. وشهدت جهود الاستجابة منذ إعلان حالة الطوارئ الصحية القارية في أغسطس 2024 تطورًا ملحوظًا، خاصة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، مركز التفشي الحالي.
وقد تم بالفعل إعطاء أكثر من 650,000 جرعة من لقاح mpox في ست دول، منها 90% في جمهورية الكونغو الديمقراطية. وبلغ إجمالي الجرعات التي تم توزيعها حتى الآن إلى أكثر من مليون جرعة في عشر دول، في وقت تتواصل فيه الجهود لتأمين كميات إضافية من اللقاحات.
وتضمنت الخطة المحدثة عشرة محاور رئيسية: التنسيق، التواصل حول المخاطر والمشاركة المجتمعية، الترصد الوبائي، تعزيز قدرات المختبرات، إدارة الحالات، الوقاية من العدوى ومكافحتها، التطعيم، البحث العلمي، سلاسل التوريد، واستمرار الخدمات الصحية الأساسية.
وقد توسعت القدرات التشخيصية بشكل ملحوظ في جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث ارتفع عدد المختبرات من مختبرين في نهاية 2023 إلى 23 مختبرًا موزعًا على 12 مقاطعة، مع بدء نشر أدوات فحص جديدة قريبة من نقاط الرعاية.
ولا تزال التحديات قائمة، خاصة في ظل النزاع المستمر وعدم الاستقرار في شرق الكونغو الديمقراطية، الذي يعد من أكثر المناطق تأثرًا بالمرض، إضافة إلى تقلص المساعدات الإنسانية، مما يعوق جهود الاستجابة ويحد من الوصول إلى الخدمات الأساسية. وتشير التقديرات إلى حاجة عاجلة لأكثر من 220 مليون دولار أمريكي لسد فجوات التمويل في الاستجابة.
ومنذ ظهور سلالة “Ib” في أواخر 2023، تم تسجيل حالات mpox في 28 دولة حول العالم، معظمها داخل إفريقيا، وخاصة في بوروندي وكينيا ورواندا وأوغندا وجنوب السودان وجنوب إفريقيا وتنزانيا وزامبيا، إلى جانب الكونغو الديمقراطية وجمهورية الكونغو برازافيل.
وجاءت هذه الجهود في إطار تنسيق أوسع مع الخطة الاستراتيجية العالمية لمنظمة الصحة العالمية، والتي تهدف إلى الحد من انتقال العدوى بين البشر، والعمل على القضاء عليه حيثما أمكن ذلك. وخلال أول شهرين من عام 2025، أبلغت 60 دولة عن حالات mpox، غالبيتها من القارة الإفريقية.
واختتمت المراكز الإفريقية ومنظمة الصحة العالمية البيان مؤكدة مواصلة العمل مع الحكومات الوطنية والمجتمعات المحلية والشركاء الدوليين، للحد من انتشار الفيروس، والسيطرة على التفشي، وتعزيز قدرة النظم الصحية في القارة على الصمود والاستجابة المستدامة.
/العُمانية/
أسماء