تعريفات ترامب تهدد بإغلاق آلاف الشركات.. وأميركيون: «لا مصانع تلبي احتياجاتنا»

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


بينما يسعى الرئيس السابق دونالد ترامب لتعزيز التصنيع المحلي عبر فرض تعريفات جمركية ضخمة بلغت 145% على الواردات الصينية، يجد آلاف أصحاب المشاريع الصغيرة أنفسهم في مواجهة أزمة وجودية، فهذه الرسوم الجديدة لا تستهدف فقط الشركات الكبرى، بل تضرب في عمق الأعمال الصغيرة التي تعتمد على مستلزمات يصعب، بل يستحيل، تصنيعها داخل الولايات المتحدة، من ورش المجوهرات المنزلية إلى مصانع النسيج العائلية، قصص الكفاح تتشابه، والخوف من الانهيار بات مشتركاً.في عام 2017، قرر كل من إيان لايسي وكريستينا خوض مغامرة، حيث تركا مسيرتيهما المهنيتين المستقرتين لتحويل هوايتهما إلى مشروع صغير.
وقد أثمرت المخاطرة والعمل الشاق، إذ أسس الزوجان من دنفر شركة Retuned Jewelry من منزلهما، وحققا مبيعات سنوية بلغت في المتوسط 360 ألف دولار، معظمها جاء من مشاركتهما المنتظمة في مهرجانات الموسيقى والفنون.كريستينا، وهي مساعدة طبيب أسنان سابقة، وإيان، الذي عمل سابقاً في مجال تكنولوجيا المعلومات، يصنعان يدوياً قطع مجوهرات من أوتار الغيتار والباص المتبرع بها، لتحويلها إلى أقراط وقلائد وأساور.

وقالت كريستينا لـCNN: «لقد عملنا بلا توقف على هذا المشروع، إنه بمثابة طفلنا، تغلبنا على الإرهاق مراراً فقط لإبقاء المشروع على قيد الحياة».لكن كل هذا الجهد بات مهدداً بسبب فرض الرئيس السابق دونالد ترامب تعريفات جمركية بنسبة 145% على الواردات الصينية، التي بلغت قيمتها نحو 440 مليار دولار في عام 2024، ورغم أن جميع أنواع الشركات تتأثر بهذه التعريفات، فإن المؤسسات الصغيرة مثل Retuned Jewelry معرضة بشكل أكبر للخطر، وفقاً لجون أرينسمير، مؤسس ومدير مؤسسة Small Business Majority، وهي مجموعة تمثل شبكة تضم 85 ألف شركة صغيرة.وأوضح أرينسمير أن الشركات الصغيرة ستضطر إلى رفع الأسعار أو تقليص عدد الموظفين أو تأجيل خطط التوسع أو حتى الإغلاق الكامل، لمواكبة ارتفاع تكاليف الاستيراد للمواد التي لا تتوفر محلياً.وأضاف: «الشركات الصغيرة تعمل بهوامش ربح ضيقة، ولا تملك القوة التفاوضية الكافية مع الموردين».ورغم أن عائلة لايسي تعتمد على أوتار مجانية كانت ستنتهي في مكبات النفايات، فإن باقي المواد التي يعتمدون عليها —مثل الخرز والسلاسل والأقفال والخطاطيف— يتم استيرادها من الصين، وأوضح إيان أنهم حاولوا البحث عن مصادر محلية، لكن المنتجات ببساطة غير متوفرة في الولايات المتحدة.وقال: «بحثنا كثيراً، لا يوجد مصنع هنا ينتج ما نحتاج إليه»، وقد اضطر الزوجان بالفعل إلى رفع أسعار منتجاتهما تحسباً لزيادة التكاليف نتيجة التعريفات.وأشار أرينسمير إلى أن الشركات الصغيرة عادةً لا تملك احتياطيات مالية تمكّنها من امتصاص الصدمات المفاجئة لارتفاع الأسعار، واصفاً التعريفات بأنها تمثل «أزمة حقيقية» لهذه الشركات، حيث إن «خياراتها محدودة للغاية».مشكلات السيولة لدى شركات مثل Mitchell Groupأما بالنسبة لشركة Mitchell Group —وهي شركة نسيج عائلية من الجيل الثاني مقرها نايلز في إلينوي— فإن نقص السيولة قد يؤدي إلى تأثيرات خطيرة في حال حدوث اضطرابات بالإنتاج أو مشكلات أخرى.وقالت آن برونيت، المديرة التنفيذية للعمليات بالشركة: «بسبب نموذج أعمالنا، تسببت التعريفات الجمركية في ضغط كبير على تدفقنا النقدي»، وأضافت: «عادةً ما نحتفظ ببضائع في المخازن، لذلك أنا أدفع تعريفة بنسبة 45% —بالإضافة إلى الرسوم الجمركية— لجلب منتجات قد تبقى على الرفوف لفترة حتى يطلبها موزعونا، وهذا يربك سيولتنا».وتوظف Mitchell Group 18 موظفاً بدوام كامل و12 مندوب مبيعات، وتحقق إيرادات سنوية تقل بقليل عن 10 ملايين دولار، وفقاً لرئيسها بيل فيش.وأكدت برونيت أن الشركة «ستبذل قصارى جهدها» لتجنب الإغلاق، مشددة على أن المشروع «يعني لنا كل شيء»، وأنهم يريدون تجنب تسريح العمال.من جانبه، قال فيش إنه بحث عن بدائل للإنتاج في فيتنام والهند وماليزيا وحتى أوروبا، لكنه أضاف: «لا أحد يملك البنية التحتية التي تمتلكها الصين، نحتاج إلى إنتاج أقمشتنا المطلية تحت سقف واحد وبمواصفات دقيقة، لا يمكنك تصنيع جزء في فيتنام وآخر في الهند وتجميعه في تايلاند، هذا لا ينجح».التعريفات الجمركية لن تعيد صناعة النسيج إلى أميركابينما دافع ترامب عن التعريفات الجمركية باعتبارها وسيلة لدعم التصنيع المحلي، أشار أرينسمير إلى أن زيادة الإنتاج الأميركي قد تستغرق وقتاً طويلاً حتى تتحقق.وقال: «لا يمكنك معالجة هذا الأمر بين عشية وضحاها، لا يمكنك ببساطة أن تفرض تعريفات وتتوقع أن يبدأ الناس فجأة بشراء منتجات مصنوعة محلياً، عندما لا تكون هذه المنتجات موجودة أصلاً».وأوضح شنغ لو، أستاذ دراسات الموضة والملابس في جامعة ديلاوير، أن صناعة النسيج والملابس تراجعت تدريجياً في الولايات المتحدة على مدى العقود الماضية، بسبب انتشار الإنتاج الأرخص في الخارج والعولمة.وأشار فيش إلى أن المواد الأساسية التي تستخدمها Mitchell Group —مثل بوليمرات الفينيل المتخصصة وبعض أنواع الأنسجة— أصبحت شبه معدومة في السوق الأميركية، وأضاف أن الصين، كونها أكبر منتج للمنسوجات في العالم، تصنع كل شيء من القطن والحرير إلى الألياف الصناعية والبوليمرات.ولفت إلى أنه لا يستطيع العثور على عدد كافٍ من العمال لتشغيل مصنع أقمشة في ولاية ميسيسيبي، وقال: «صناعة النسيج لمنتجات مثل منتجاتنا؟ لقد اختفت من هنا».



Source link

‫0 تعليق

اترك تعليقاً