مسقط في 30 أبريل /العُمانية/ شهدت
فعاليات معرض مسقط الدولي للكتاب اليوم تنظيم جلسةٍ حواريةٍ بعنوان “الاقتصاد
الرقمي في قطاع التعليم بسلطنة عُمان والتوجهات المستقبلية “، نفذتها مبادرة صالون المواطنة الثقافي بإدارة الدكتورة بدرية الوهيبية.
وقال الدكتور سلمان بن سالم الهنائي،
الباحث في مجال الاقتصاد الرقمي في التعليم، إن العلاقة بين الاقتصاد والرقمنة وثيقة
ومترابطة، إذ إن التقدّم في أحدهما ينعكس بشكل طردي على الآخر، معتبرًا أن التعليم
هو الأساس الذي تستند عليه عملية النهوض الاقتصادي المستدام.
وأوضح أن التعليم يزوّد الفرد برصيد معرفي
يشكل رأس المال الفكري الذي يُعدّ اللبنة الأولى لتكوين اقتصاد المعرفة، وهو
الاقتصاد القائم على إنتاج وتوظيف المعرفة في مختلف القطاعات مثل الزراعة، والطب،
والصناعة، وغيرها، مشيرًا إلى أن هذا التنوع قاد إلى نشوء مفاهيم اقتصادية حديثة
كالاقتصاد الأخضر، والبنفسجي، والأزرق، وغيرها، والتي تُعد فروعًا ناتجة عن الشجرة
الأم: اقتصاد المعرفة، ومن بين هذه الفروع يبرز الاقتصاد الرقمي كأحد أعمدته
الحيوية.
وأشار إلى أن السياسات والتشريعات الوطنية
تمثل الإطار الحاكم لنجاح التحول نحو الاقتصاد الرقمي، موضحًا أهمية الاستثمار في
المجال الرقمي، وإتاحة المجال لمؤسسات القطاع الخاص للمساهمة في مشاريع التحول
الرقمي بالقطاع التعليمي، إلى جانب تفعيل دور مؤسسات المجتمع المحلي كشريك فاعل في
دعم الابتكار الرقمي.
وبيّن الهنائي أن العديد من المبادرات
الطلابية الابتكارية لا تصل إلى مرحلة الإنتاج، بسبب غياب الحواضن والممولين،
داعيًا إلى سن تشريعات تتيح للمؤسسات الاستثمارية تبني هذه المشاريع وتسويقها، بما
يعزز من تكامل التعليم والاقتصاد ضمن منظومة رقمية متقدمة.
وأكّد سعادة الدكتور المكرم عبد الله بن
محمد الصارمي أهمية اضطلاع مؤسسات التعليم العالي بدور ريادي في تعزيز منظومة
البحث العلمي والابتكار، ولا سيما في المجالات المستقبلية المرتبطة بالاقتصاد
الرقمي والذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة، ومن ضمنها الهيدروجين الأخضر.
وأوضح سعادته أن هذه المجالات تُعد من
المسارات الاقتصادية الحيوية ذات العوائد الكبيرة على المستويين المعرفي والمادي،
مشيرًا إلى ما تتيحه من فرص لتقليل تكلفة إنتاج الطاقة المتجددة وتخزينها ونقلها،
وهو ما يستدعي تكامل الأدوار بين المؤسسات الأكاديمية والقطاعات الاقتصادية
المختلفة.
ودعا سعادته إلى أن تكون الجامعات
والمراكز البحثية منصات حقيقية لتوليد المعرفة وتسويق الابتكار، بما يسهم في بناء
اقتصاد مستدام قائم على المعرفة والتقنيات المتقدمة، ويواكب توجهات رؤية “عُمان
2040” في تعزيز تنافسية سلطنة عُمان في القطاعات المستقبلية.
استعرضت الجلسة الأبعاد المتعددة لتأثير
التحول الرقمي في العملية التعليمية، بدءًا من المناهج الذكية والمنصات التفاعلية
وصولًا إلى توظيف الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة في تطوير الأداء التعليمي
ورفع كفاءة الكوادر التربوية.
ودعت الجلسة إلى أهمية تعزيز البنية
الرقمية للمدارس والمؤسسات الأكاديمية، وتطوير برامج تدريبية متقدمة تُعنى بتنمية
المهارات الرقمية للمعلمين والطلبة، إلى جانب بناء شراكات فاعلة مع القطاع الخاص
لدعم التحول الرقمي في التعليم.
وقد اختتمت الجلسة بعدد من التوصيات
الداعية إلى تطوير مناهج تعليمية رقمية مرنة ترتبط بواقع سوق العمل، بالإضافة إلى
دعم الشركات الناشئة في مجال التقنية التعليمية.
/العُمانية/
أمل السعدية