أطلقت باكستان، اليوم السبت، ضربات وُصفت بأنها “رد انتقامي” على الهند، بعدما استهدفت ثلاثة من قواعدها الجوية بهجمات صاروخية، في تصعيد خطير للنزاع المستمر منذ أيام بين البلدين النوويين.
مواجهات الهند وباكستان
وبحسب ما أوردته وكالات الأنباء، فإن المواجهات بين نيودلهي وإسلام آباد بدأت منذ يوم الأربعاء، حين شنت الهند غارات جوية على أهداف داخل الأراضي الباكستانية، رداً على هجوم دموي استهدف سياحاً هنوداً في الجزء الخاضع لسيطرتها من إقليم كشمير المتنازع عليه، وأسفر عن مقتل 26 شخصاً، معظمهم من الهندوس، واتهمت فيه الهند جماعة “لشكر طيبة” المتشددة المدعومة من باكستان، وهو ما نفته إسلام آباد ودعت إلى تحقيق دولي مستقل.
ضربات مضادة
وقالت باكستان إن قواتها الجوية شنت ضربات مضادة، بعد استهداف قواعد جوية لها، من بينها قاعدة “نور خان” القريبة من العاصمة إسلام آباد، مؤكدة أن معظم الصواريخ الهندية تم اعتراضها، دون وقوع خسائر في الطائرات أو المعدات الحيوية.
و أفادت مصادر محلية بسماع دوي انفجارات ضخمة في العاصمة الباكستانية الليلة الماضية، فيما أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، تامي بروس، أن وزير الخارجية ماركو روبيو أجرى اتصالاً برئيس أركان الجيش الباكستاني، الجنرال عاصم منير، ودعا خلاله إلى التهدئة، معرباً عن استعداد واشنطن للمساعدة في بدء حوار بناء بين الجانبين.
قتلى مدنيون ومواجهات بالأجواء وعلى الحدود
وأعلن الجيش الهندي السبت عن هجمات باكستانية جديدة على طول الحدود المشتركة، واتهم إسلام آباد بتصعيد “سافر” عبر استخدام طائرات مسيرة وذخائر هجومية.
وفي مدينة سريناجار، عاصمة الشطر الهندي من كشمير، أفاد مراسلو وكالة فرانس برس بسماع انفجارات قوية، بينما قال الجيش إن دفاعاته الجوية أسقطت عدة طائرات مسيّرة حاولت التسلل فوق قاعدة عسكرية في ولاية البنجاب المتاخمة لكشمير.
وأكدت مصادر باكستانية أن قواتها أسقطت 77 طائرة مسيّرة هندية، في حين تحدثت الهند عن تصديها لما بين 300 و400 طائرة بدون طيار، دون إمكانية التحقق من هذه الأرقام من مصادر مستقلة.
مخاوف دولية من انزلاق نحو حرب نووية
دعت مجموعة الدول الصناعية السبع (G7) وعدد من قادة العالم إلى ضبط النفس، محذرين من أن استمرار التصعيد قد يقود إلى مواجهة أوسع يصعب احتواؤها.
وكانت الحكومة الهندية قد عقدت اجتماعاً أمنياً طارئاً برئاسة رئيس الوزراء ناريندرا مودي، لبحث الرد على التطورات، بمشاركة مستشاره للأمن القومي ووزير الدفاع وقادة الجيش.
وأغلقت الهند 24 مطاراً في مناطق حدودية، كما أغلقت المدارس في البلدين في المناطق القريبة من الحدود، مما أثر على ملايين الطلاب. كما تم تعليق الدوري الهندي الممتاز للكريكت (IPL) لمدة أسبوع، فيما علقت باكستان بطولة الدوري المحلي T20 إلى أجل غير مسمى.
صراع كشمير يتجدد
يأتي هذا التصعيد بعد سنوات من التوتر المتقطع حول كشمير، الإقليم الذي يمثل بؤرة النزاع بين البلدين منذ استقلالهما عن بريطانيا في 1947. وكانت الهند قد ألغت الوضع الخاص للإقليم في عام 2019، مما أجّج التوترات وأدى إلى تصاعد أنشطة الجماعات المسلحة.
ورغم أن المواجهات بين الجانبين كانت تقتصر في الغالب على خط التماس في كشمير، إلا أن الجولة الحالية من القصف امتدت إلى مدن باكستانية رئيسية، في مؤشر على خطورة الموقف.
ومع استمرار المواجهات وسقوط أكثر من 50 قتيلاً مدنياً على الجانبين، تتزايد التحذيرات من انزلاق الوضع إلى مواجهة لا يمكن التنبؤ بعواقبها، في ظل امتلاك البلدين للسلاح النووي.