فنجان القهوة في مصر.. رشفة تحت الغلاء

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


في أحد أكشاك شارع عباس العقاد بالقاهرة يبيع محمود أظرفاً صغيرة من البن تحتوي على 9 غرامات فقط من البن، وهو مقدار فنجان قهوة واحد أكثر قليلاً أو أقل قليلاً، لا يعرف أحد في مصر كمية البن اللازمة لتحضير فنجان قهوة تحديداً، لكن محمد الذي يقوم بتعبئة البن في هذه العبوات قال في اتصال مع «CNN الاقتصادية» إن تحضير كل فنجان يستلزم كمية بن تُقدر بـ8 إلى 12 غراماً.
ومصر بلد شاي بامتياز، حيث بدأ استهلاكه بكثافة مع إعلان الحماية البريطانية على مصر، لكن أحمد عوف الرئيس التنفيذي لـ«أبو عوف لتجارة البن والفواكه المجففة» قال في لقاء خاص مع «CNN الاقتصادية» إن «السوق في مصر تتحول من الشاي إلى القهوة، وهذا التحول ملحوظ وكبير، ففي عام 2008 كان نصيب الفرد في مصر من البن يُقدر بنحو 100 غرام في العام. أما في عام 2024 فبلغ نصيب الفرد من استهلاك البن في العام إلى 500 غرام».

يقارن عوف أسعار البن في الوقت الحالي بالأسعار في أكتوبر عام 2023 «قبل عام ونصف كان يصل كل طن من البن إلى مصر أو موانئ الشرق الأوسط بمبلغ 3100 دولار، بينما يبلغ سعر نوع البن نفسه من أماكن المنشأ نفسها إلى 5700 دولار اليوم».وتؤكد بيانات الغرفة التجارية للبن قراءة عوف، فحسب الغرفة استهلكت مصر من البن 6000 طن في عام 2006، وبلغ الاستهلاك نحو 80 ألف طن في عام 2024.ولا تزرع مصر البن؛ حيث إن مناخها وتربتها وتضاريسها غير ملائمة لزراعته، وتستورد مصر حبات البن الأخضر من إندونيسيا وفيتنام وكولومبيا والبرازيل، وقد دفع ارتفاع أسعار البن جميع المتعاملين في مصر على التكييف مثلما فعل أحمد صاحب مبادرة الأكياس ذات الغرامات التسع، والتي تلقى شعبية لدى الكثير من محدودي الدخل، فيقول عوف إن سعر فنجان القهوة كان يبلغ نحو ٥ جنيهات قبل عدة سنوات، أما اليوم فسعره يبلغ نحو 25 جنيها. وقال «لا نستطيع الذهاب بأسعار البن إلى أبعد من ذلك، لكننا نعوّض المكاسب بفضل بين منتجات أخرى تتيح لنا تعويض ضعف مكسب تجارة البن».أما أحمد الذي يملك مقهى بحي الدقي في الجيزة بجوار نهر النيل فيقول إنه كان يشتري «كل كيلوغرام من البن بـ90 جنيهاً قبل بضعة سنوات، أما اليوم فيبلغ سعره نحو 540 جنيهاً، وهو رقم كبير»، يبيع أحمد كل فنجان من القهوة بنحو 15 جنيهاً؛ أي ما يقرب من 30 سنتاً. ولن يستطيع رفع سعره إلى 20 جنيهاً للحفاظ على زبائنه، يعتمد نموذج أعمال أحمد على تحقيق ربح على حساب التوازن في استهلاك الزبائن، فمنهم من يحب قهوته ثقيلة مركزة، ومنهم من يحبها خفيفة، ربما تأثراً بالقهوة فورية التحضير التي تنمو بشكل كبير في السوق المصرية منذ بضع سنوات، فعلى ما يبدو أن بضعة غرامات تصنع الربح، وإن كان لا يعرف أحد تحديداً كم غراماً من البن لازمة لإشباع ذائقة المصريين.



Source link

‫0 تعليق

اترك تعليقاً