مسقط في 3 مايو /العُمانية/ يجسّد عدد من الفنانين العُمانيين من ذوي الإعاقة نموذجًا مُلهمًا في العطاء الفني والإبداع البصري، حيث تمكنوا من تحويل التحديات التي فرضتها الإعاقة إلى دوافع للتميز، عبر لوحات تنبض بالإحساس وتعبّر عن قضاياهم وتطلعاتهم الإنسانية بأسلوب فني راقٍ يُعزز من حضورهم الثقافي والاجتماعي.ومن أبرز هذه التجارب، تلك التي سطّرها الفنانون المنتسبون إلى أول مجموعة فنية من نوعها في سلطنة عُمان وهي مجموعة “أداتي حياتي”، والذين برهنوا من خلال أعمالهم على أن الإعاقة لم تكن يومًا عائقًا أمام تحقيق الإبداع، بل كانت باعثًا على الإصرار والانفتاح على عوالم الفن والجمال.
ومن خلال مشاركاتهم في معارض محلية أقيمت في مؤسسات بارزة كمجمع السيف ودار الأوبرا السلطانية والموج مسقط، نجح الفنانون في إيصال رسائلهم الإبداعية للمجتمع، مؤكدين أن العمل الفني لديهم لا يقل في مضمونه وقيمته الجمالية عن أي تجربة فنية أخرى، بل يحمل بعدًا إنسانيًّا ورسالة اجتماعية تلامس وجدان الجمهور.الرسامة أفراح بنت خلفان الناعبية، واحدة من هؤلاء الفنانين، ترى في انتمائها إلى هذه المجموعة الفنية دعمًا معنويًّا ومهنيًّا ثمينًا، وتقول: “الانتماء إلى مجموعة تحمل اسم “أداتي حياتي” يمثل بالنسبة لي مجتمعًا داعمًا ومساحة للتعبير والمشاركة.
لقد ساعدتني هذه التجربة على صقل موهبتي واكتساب ثقة أكبر بنفسي”.وفي السياق ذاته، يعبّر حسن بن عيسى الرئيسي، وهو فنان من فئة الصم، عن تجربته قائلًا: “الرسم هو طريقتي في التعبير عن المشاعر والتحديات.
تعلمت تقنيات الدمج بين الألوان في أمريكا، وأسعى إلى مشاركة رسوماتي مع المجتمع لنشر هذا الفن الوجداني”.أما منذر بن خميس الرحبي، وهو فنان في الرسم والتصوير – من فئة الصم-، فيشير إلى أن شغفه بدأ منذ الطفولة وتطور عبر الدورات المحلية والدولية، مؤكدًا أن الفن منحه وسيلة للتعبير عن ذاته ومشاركته في المعارض عززت من قدرته على التواصل مع الآخرين.
ويعكس هذا الحضور النوعي لفناني الإعاقة في المشهد الفني العُماني، حرص سلطنة عُمان على رعاية المواهب ودعم الفئات الخاصة، بما يرسخ مبادئ التمكين المجتمعي ويرفع الوعي العام بقيمة الإبداع الإنساني.
/العُمانية/
أمل السعدية