استأنفت شركتا وول مارت وتارغت أعمالهما مع بعض مورديهما الصينيين، بعد تعليق الطلبات بضعة أسابيع بسبب حالة عدم اليقين بشأن فرض رسوم جمركية أميركية باهظة، وفقاً لما ذكره مصنعان صينيان لشبكة CNN.
دفعت رسوم ترامب على البضائع الصينية، البالغة 145 في المئة، العديد من تجار التجزئة الأميركيين، كباراً وصغاراً، إلى تعليق أو إلغاء اتفاقيات سابقة مع مورديهم الصينيين.
وقال المسؤولان اللذان تحدثا لشبكة CNN إنهما زودا وول مارت وتارغت، بعد أن تم تعليق الطلبات لأسابيع.لا تزال الصين والولايات المتحدة، أكبر اقتصادين في العالم، عالقتين في حرب تجارية دون أي مخرج واضح، حيث يرفض كلاهما التراجع عن الرسوم الجمركية المرتفعة التي فرضاها على بعضهما بعضاً، مع عدم وجود أي مؤشر على محادثات تجارية في الأفق.صرّحت فيفي تونغ، صاحبة مصنع ألعاب في مقاطعة آنهوي بوسط الصين، لشبكة CNN، بأن الطلبات من وول مارت استؤنفت الأسبوع الماضي، بعد أن أشار ترامب إلى احتمال خفض الرسوم.وقالت «لم يتبقَّ الكثير من المخزون في المتاجر الأميركية، ولا ندري كيف سيتطور الوضع، ألعابنا منتجات ذات قيمة مضافة منخفضة، إذا انخفضت الرسوم الجمركية إلى نحو 30 في المئة، فسيكون من الممكن على عملائنا قبولها، لكن ليس أكثر من 30 في المئة».وتُعدّ الفترة من مايو إلى أكتوبر ذروة إنتاج الألعاب وشحنها، قبل موسم عطلات نهاية العام.أفادت صحيفة مينغ باو الصادرة في هونغ كونغ، يوم السبت، بأن وول مارت استأنفت طلباتها من بعض المصدرين الصينيين، نقلاً عن اثنين من الموردين، وصرح أحدهما للصحيفة بأن الطلبات «استؤنفت جزئياً» فقط.في الشهر الماضي، وحتى قبل أن يُصعّد ترامب من معدلات التعريفات الجمركية على الصين بشكلٍ كبير من 20 في المئة إلى المستوى الحالي المكون من ثلاث خانات عشرية، ضغطت وول مارت على مورديها الصينيين للحصول على خصومات، ما أثار استياء بكين، ودفع وزارة التجارة الصينية إلى استدعاء المسؤولين التنفيذيين في وول مارت لإجراء محادثات.
استئناف التجارة
قال رئيس غرفة التجارة الأميركية في الصين، مايكل هارت، إن استئناف الشحنات لم يكن مفاجئاً «هذا يتماشى مع التوجه السائد هنا في الصين، حيث تُجري الشركات مناقشات مع الحكومة بشأن إدراج سلع ومنتجات أميركية مُعينة في قوائم الإعفاءات الجمركية، خاصة تلك التي تُعتبر بالغة الأهمية للبلاد أو التي لا يُمكن لأي دولة أخرى توريدها».وأكدت فيفي تونغ، صاحبة مصنع الألعاب، أن عملاءها ما زالوا حذرين للغاية، وأنها صدرت القليل من الشحنات إلى الولايات المتحدة هذا الشهر، ومع ذلك يطلب تجار التجزئة الأميركيون أن تقدم لهم خصومات.وقال ألين يان، الذي يُدير مصانع صينية للوازم حمامات السباحة، إنه تلقى أمس الاثنين، طلب تصدير شحنة من المنتجات إلى تارغت، بينما لم تُستأنف الأعمال مع عملاء آخرين، مثل كوستكو وسامز كلوب.وقال يان «بعد شهرين، من المُرجّح أن تكون رفوف المتاجر في الولايات المتحدة فارغة»، مُضيفاً أنه رفض منح أي خصومات.أمس الاثنين، حثّت افتتاحية نشرتها صحيفة غلوبال تايمز الصينية، المملوكة للدولة، واشنطن على التفكير ملياً في أخبار وول مارت، إذ اتضح أن «سياسات التعريفات الجمركية المتهورة تُشكّل اختباراً قاسياً لأنظمة تسعير منتجات الشركات الأميركية وسلاسل توريدها».وتابعت «نأمل أن يستخلص الجانب الأميركي درساً من هذه الحادثة، وأن يُصحّح سياساته الجمركية الخاطئة على الفور، وأن يعود إلى المسار الصحيح بالحوار مع الصين».
الصين تكافح
صرّحت وزارة التجارة الصينية بأن قطاع التصدير الصيني يوفّر نحو 18 مليون وظيفة محلية، وأن العلاقات التجارية التي أُقيمت على مدى عقود بين الولايات المتحدة والصين تجعل كلا الجانبين عرضة للخطر.صرّحت راشيل تشانغ، صاحبة مصنع نسيج كان يبيع لتجار التجزئة الأميركيين، لشبكة CNN، بأنها لا تستطيع الاعتماد على الطلبات الصغيرة من الدول الأوروبية واليابان، لذا فهي تحاول بيع منتجاتها في السوق المحلية في فترة الأزمة، لكن الشكوك تسيطر على آفاقها المستقبلية «السؤال هو: كم شهراً سنتحمل: ستة أشهر؟ تسعة أشهر؟ ببساطة لا يُمكن للشركات الانتظار كل هذا الوقت»، وأضافت «في النهاية الشركات الصغيرة والمتوسطة هي التي ستدفع الثمن».سعت بكين إلى إظهار تفاؤلها في مؤتمر صحفي حكومي عُقد أمس الاثنين، حيث صرح نائب وزير التجارة شنغ تشيوبينغ، بأن بكين ستعزّز الدعم المالي والسياسي للمصدرين في البلاد في مواجهة الرسوم الجمركية الأميركية، كما ستقّدم الحكومة «مساعدة فعّالة للمصدرين في مواجهة المخاطر والتحديات الخارجية» من خلال زيادة مبيعاتهم في الأسواق المحلية وتنويع أسواق التصدير.