جلسة حوارية تبحث مشاريع جمع التاريخ المروي في سلطنة عُمان

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


مسقط في ٢٧ أبريل /العُمانية/ استضافت اللجنة الثقافية بمعرض مسقط الدولي للكتاب اليوم جلسةً حواريةً ثرية بعنوان “مشاريع جمع التاريخ المروي”، وذلك ضمن فعاليات المعرض في دورته الـ 29.

و تعمقت الجلسة في مناقشة أهمية توثيق الروايات الشفوية والمرويات التاريخية في سلطنة عُمان، والتحديات الجوهرية التي تواجه هذه المشاريع، بالإضافة إلى إبراز الدور المحوري للمؤسسات الأكاديمية والثقافية في تنظيم مشاريع البحث الميداني المتخصصة.

وتناولت الجلسة بعمق أهمية جمع وتوثيق التاريخ المروي باعتباره لبنة أساسية في صرح الهوية الوطنية، وأكد المشاركون ضرورة وضع أطر علمية وتقنية حديثة لحفظ الروايات الشفوية وصونها من الاندثار والتلاشي.

وأكدت الدكتورة نجية بنت محمد السيابية، الباحثة في التاريخ العُماني الحديث، على الأهمية البالغة لآلة “الكارجة” كأداة تراثية أصيلة استخدمها الإنسان العُماني لإنتاج النسيج بطريقة إبداعية تقليدية فريدة.

وأوضحت أن “الكارجة” وهي آلة خشبية بسيطة لكنها متقنة، تسهم في تشابك الخيوط لإنتاج مواد نسيجية متنوعة وغنية، مما يعكس براعة الحرفي العُماني وإتقانه. وشددت على ضرورة دراسة هذه الحرفة بتفصيل لتعريف الأجيال الجديدة بها، والحفاظ عليها من الاندثار والنسيان.

وأوضح سعيد بن عبدالله الشقصي، معلم تاريخ بوزارة التربية والتعليم، أن سور بهلاء، رغم غياب تاريخ دقيق لبداية بنائه، يعد من الشواهد المعمارية الشامخة التي اكتملت منذ قرون مديدة، وبرزت أهميته بشكل لافت خلال حكم الدولة النبهانية.

وأشار إلى أن السور أسهم بفاعلية في حماية المدينة، لافتًا إلى جهود وزارة التراث والسياحة المستمرة في ترميمه وتعزيز مكانته كمعلم سياحي وثقافي بارز يدعم الحراك الاقتصادي المحلي وينشطه.

وقالت رنا بنت ناصر العبرية، باحثة بوزارة العمل، إن دراستها تناولت تاريخ دخول الراديو إلى سلطنة عُمان، خاصة في محافظة الداخلية، خلال الفترة الحاسمة من الأربعينيات إلى الثمانينيات من القرن العشرين.

وأوضحت أن الدراسة، التي اعتمدت على الرواية الشفوية لعينة مختارة من المواطنين ممن تجاوزوا سن ٤٥ عامًا، خلصت إلى أن الراديو دخل إلى مناطق الداخل خلال الخمسينيات والستينيات، وأن أجهزة الراديو الشائعة حينها كانت من نوع “ناشيونال” ذات الحجم الكبير والذي لا يزال عالقًا في الذاكرة.

وناقشت الجلسة بعمق التحديات التي تواجه عملية الجمع والتوثيق، وأبرزت الدور الرئيسي للمؤسسات الأكاديمية والثقافية في تنظيم مشاريع البحث الميداني، داعية إلى تكثيف الجهود لتوسيع قواعد البيانات المتعلقة بالتاريخ الشفهي الوطني وتعميقها.

كما طرحت الجلسة مقترحات بناءة لتبني مبادرات وطنية تهدف إلى تدريب كوادر متخصصة في جمع التاريخ المروي وتوثيقه وفق منهجيات علمية دقيقة وموثوقة.

تأتي هذه الجلسة ضمن برنامج اللجنة الثقافية الطموح الرامي إلى إبراز التراث الوطني وصونه للأجيال القادمة، في إطار رؤية “عُمان 2040” الداعية إلى الحفاظ على الهوية الثقافية الوطنية وتعزيزها.

/العُمانية/

أمل السعيدية



‫0 تعليق

اترك تعليقاً