شهد أداء البرازيلي فينيسيوس جونيور تراجعًا ملحوظًا خلال مواجهة ريال مدريد أمام برشلونة في نهائي كأس ملك إسبانيا، مما أثار العديد من التساؤلات حول أسباب هذا التراجع اللافت من نجم الملكي الأول خلال الفترة الأخيرة.
فينيسيوس، الذي لطالما عُرف بمراوغاته الحاسمة وسرعته الفائقة في كسر خطوط الدفاع، بدا بعيدًا عن مستواه المعتاد، وظهر بأداء باهت لا يعكس قدراته الحقيقية، هذا التراجع أثار جدلًا واسعًا، خاصة في ظل الأجواء المشحونة التي أحاطت بالمباراة قبل انطلاقها.
قبل ساعات قليلة من النهائي، شهدت مدينة إشبيلية مظاهر مؤسفة تمثلت في تعرض فيني جونيور لهتافات عنصرية من بعض جماهير البارسا المتواجدة في المدينة، بدلًا من الانشغال بدعم فريقهم، ركزت بعض الجماهير الكتالونية على إطلاق عبارات مسيئة تجاه اللاعب البرازيلي، حيث تكررت هتافات مثل “فينيسيوس، مت”، في مشهد مرفوض جملةً وتفصيلًا.
ورغم هذه الأحداث، لم يصدر نادي برشلونة أي بيان رسمي يدين السلوك العنصري الصادر من جماهيره، مما زاد من حالة الاستياء داخل الوسط الرياضي الإسباني، خاصة أن شعاره الشهير “أكثر من مجرد نادٍ” يفترض أن ينعكس على ممارسات جماهيره قبل أي شيء آخر.
تأثير الضغوط النفسية على فينيسيوس جونيور
وسط هذه الأجواء السلبية، دخل فينيسيوس أرضية ملعب لا كارتوخا تحت ضغط نفسي هائل، وهو ما بدا واضحًا في أدائه خلال اللقاء، اللاعب الشاب، الذي يعيش أصلًا تحت ضغوط مستمرة بسبب الحمل الكبير الملقى على عاتقه في ريال مدريد، واجه هذه المرة معركة مختلفة خارج المستطيل الأخضر.
لم يظهر فينيسيوس بنفس الحيوية المعتادة، وافتقد قدرته على الحسم في المواقف الفردية، وبدت تحركاته مرتبكة ومتسرعة، وكأنه يحاول تجاوز الضغوط الخارجية بدون تركيز كامل داخل الملعب.
فينيسيوس من تمريرة مودريتش يهدي هدف التقدم للريال ويحتفل على طريقته الخاصة 🕺#الدوري_الإسباني #سلتا_فيغو_ريال_مدريد pic.twitter.com/PHI2bdFIKU— beIN SPORTS (@beINSPORTS) October 19, 2024
تأتي هذه الواقعة لتسلط الضوء من جديد على ظاهرة العنصرية التي لا تزال تؤرق كرة القدم العالمية رغم الجهود المبذولة لمواجهتها، العنصرية ليست فقط انتهاكًا للقيم الرياضية، بل أيضًا طعنة في صميم مبادئ الاحترام والمساواة التي يجب أن تحكم الرياضة.
وتبرز الحاجة هنا إلى وقفة جادة من الأندية والاتحادات، عبر تطبيق عقوبات صارمة ضد أي ممارسات عنصرية، ومحاسبة المتورطين بلا تهاون، للحفاظ على نزاهة المنافسات الرياضية وحماية اللاعبين من الاعتداءات المعنوية.
هل كانت العنصرية سببًا مباشرًا في تراجع فينيسيوس؟
رغم صعوبة الجزم بأن الهتافات العنصرية وحدها كانت السبب الوحيد وراء تراجع أداء فينيسيوس أمام برشلونة، إلا أن المؤشرات تؤكد أن ما تعرض له من إساءات قبل المباراة كان له أثر سلبي واضح على حالته الذهنية داخل الملعب.
بشكل عام، يبقى فينيسيوس جونيور واحدًا من أبرز المواهب العالمية، ولا شك أن تجاوزه لهذه الأزمة النفسية سيكون مفتاحًا لاستعادته لمستواه المعروف، في المقابل، تبقى مكافحة العنصرية مسؤولية جماعية تقع على عاتق الجميع لضمان أن تبقى كرة القدم رياضة للموهبة والمتعة… لا للكراهية والتمييز.