مسقط في 30 أبريل
/العُمانية/ استضاف المتحف الوطني اليوم حفل تدشين الفيلم الوثائقي
“مديرة” ضمن سلسلة الأفلام الوثائقية “قصة من عُمان” كما دشن
المتحف ركن العلاقات العُمانية – اليابانية في قاعة عُمان والعالم والتي تجسد عمق
الروابط والعلاقات الثنائية بين البلدين.
رعى حفل التدشين معالي
المهندس سالم بن ناصر العوفي وزير الطاقة والمعادن، بحضور عدد من أصحاب السمو
والمعالي والسعادة، والشخصيات الثقافية والإعلامية.
ويسلّط الفيلم الضوء
على السيرة الذاتية للدكتورة سعاد بنت محمد عبدالله المظفر، مؤسسة مدرسة عزان بن
قيس الخاصة، مستعرضًا رحلتها الأكاديمية والثقافية بين اليابان وسلطنة عُمان،
وتجربتها الرائدة في الميدان التربوي والثقافي.
وتُعد سلسلة “قصة
من عُمان” مبادرة ثقافية مستمرة للعام الثاني على التوالي، تهدف إلى توثيق
قصص الشخصيات الأجنبية التي عاشت في سلطنة عُمان وتفاعلت مع مجتمعها وأسهمت في
إثرائه عبر مجالات عملها المختلفة.
وقال سعادة جمال بن حسن
الموسوي الأمين العام للمتحف الوطني في كلمته خلال الحفل إن تدشين ركن العلاقات
العُمانية – اليابانية يأتي احتفاءً بالعلاقات العُمانية – اليابانية الضاربةٌ في
القِدم والتي لا تزال مُستمرةً حتى اليوم.
وأضاف سعادته أن الركن يستعرض عددًا من المقتنيات التي تسرد عمق هذه العلاقة منها بعض من مقتنيات السلطان قابوس
بن سعيد بن تيمور /طيب الله ثراه/ وهي عُدّة محارب الساموراي التي تعود لأسرة
“إيشيكو” إحدى الأسر النبيلة في اليابان، وتعود إلى أكثر من ثلاثمائة
سنة صُنعًا.
وأشار إلى أن الركن يضم
أيضًا كرسيًا يابانيًا، وهو ضمن الهدايا التي قُدِّمت للسلطان تركي بن سعيد
البوسعيدي من قِبل المُقدّم (إيتُو) قائد السفينة اليابانية التي رست على موانئ
مسقط في العام (1880م)، وهي إحدى الدلالات على استمرار التواصل الحضاري بين
العُمانيين وغيرهم من الشعوب خلال مختلف الفترات.
وأكد الأمين العام
للمتحف الوطني على أن المتحف يعمل بكل جهده للاستفادة من العلاقات العُمانية –
اليابانية عبر إبرازها للجميع، وتعزيزها عبر التواصل مع السفارة اليابانية في مسقط
والمؤسسات الثقافية اليابانية بالتنسيق مع وزارة الخارجية، لإيجاد أي سانحةٍ
للتعريف بسلطنة عُمان تأريخًا وحضارة في المجتمع الياباني، واستثمار هذه العلاقات
عبر تبادل الخبرات في مختلف المجالات.
من جهته قال سعادة
كيروشي سيريزاوا سفير اليابان المعتمد لدى سلطنة عُمان إن “تأسيس الدكتورة سعاد
بنت محمد المظفر لمدرسة عزّان بن قيس الخاصة التي تمزج بين عناصر من الفلسفة
التعليمية اليابانية، أسهم في تعزيز تبادل القيم الثقافية وتقوية أواصر الصداقة
بين الشعبين الياباني والعُماني”.
وأضاف سعادته أنه انعكاسًا
لهذه الروابط الثقافية المتنامية، يأتي افتتاح “ركن العلاقات العُمانية – اليابانية”
في المتحف الوطني الذي سيواصل أداء دوره كمركز ثقافي نابض بالحياة، يُبرز التاريخ
الغني المتشكّل من خلال التبادل مع مختلف دول العالم، ومن بينها اليابان.
وقالت الدكتورة حنان
بنت عبد العزيز الكندية، المخرجة التنفيذية للفيلم الوثائقي إن هذه المبادرةُ تأتي
لتعزيز جسور التواصل الحضاري بين سلطنة عُمان والعالم، ولتحفيزِ عجلة التنمية البشرية
من خلال إتاحة الفرصة للشباب العُمانيِّ للمشاركة في إنتاج هذه الأفلام.
من جهتها أكدت عائشة
سحر بنت وحيد الخروصية المستشارة بسفارة سلطنة عُمان في اليابان وصاحبة مبادرة سلسلة
“قصة من عُمان” أن المبادرة تسعى إلى “بناء جسور من التقدير
الإنساني بين عُمان والعالم، من خلال استحضار قصص الشخصيات التي تركت بصمات عميقة
في تاريخ العلاقات الثقافية مؤكدة على استمرار السلسلة في الأعوام القادمة برواية
المزيد من القصص الملهمة.
وأضافت أن فيلم
“مديرة” يُجسّد مشروعًا ثقافيًّا وإنسانيًّا يتقاطع فيه التعليم مع
الهوية الوطنية والانفتاح الحضاري، ضمن سردية تجمع بين الاعتزاز بالموروث العُماني
والانفتاح على الآخر، كما يمثل الفيلم خطوة ثقافية نوعية نحو مشاركة سلطنة عُمان
في معرض “إكسبو أوساكا 2025″، من خلال تقديم قصص ملهمة تعكس عمق
العلاقات العُمانية – اليابانية، وتجسّد رؤية عُمان كجسر للتواصل الحضاري
والإنساني.
ويضم ركن العلاقات
العُمانية اليابانية مجموعة من المقتنيات الفنية واللُقى التاريخية، التي تعكس
التفاعل الحضاري بين البلدين، منها جرة بنمط (إيماري)، وخزف (كاولين) المُزَجّج،
وطبقة رقيقة من الذهب، تعود إلى القرن 13هـ/ أواخر القرن 19م ووعاء، صنَعَه الصانع
“سيروكو ناكامورا” من الخزف الأبيض (حجر أماكوسا) عام (1995م)، ويتميز
بشكله الدائري المثالي وطلائه الأبيض غير اللامع.
ويمثل ركن العلاقات العُمانية اليابانية في قاعة
“عُمان والعالم” بالمتحف الوطني امتدادًا للجسور الثقافية التي تربط بين
عُمان والشرق الأقصى، وتعزيزًا للعلاقات العُمانية اليابانية، لتظهر مدى انفتاح
العُماني، والذي تحقق من خلال تواصله المُستمر مع مختلف دول العالم.
وجاء حفل تدشين الفيلم
الوثائقي “مديرة” بالتعاون مع سفارة سلطنة عُمان في اليابان، وذلك بوصف
المتحف الوطني شريكًا إستراتيجيًّا للمبادرة، في إطار دعمه للمشاريع الثقافية التي
تبرز الهوية العُمانية وتعزز التبادل الثقافي مع دول العالم.
جدير بالذكر أن
المبادرة تهدف إلى تعزيز العلاقات الثقافية والدبلوماسية مع الدول ذات الروابط
الوثيقة بسلطنة عُمان، وتسليط الضوء على قصص التأثير الإنساني والتعايش الإيجابي
لشخصيات أجنبية عاشت في سلطنة عُمان، وتمكين الكفاءات العُمانية العاملة في مجالات
الإنتاج والإخراج الفني عبر دعم الشركات المحلية المتخصصة.
ودُشنت النسخة الأولى
في فبراير من العام الماضي بالمتحف الوطني، وعُرض الفيلم لاحقًا في عدد من المراكز
الثقافية والجامعات بالولايات المتحدة الأمريكية، من بينها جامعة جورج واشنطن في
العاصمة واشنطن، ومدن نيويورك وآيوا (مكتبة فنتون الوطنية)، وما يزال يُعرض في
ولايات أخرى، في إطار الترويج لسلطنة عُمان وجهةً سياحيةً واستثماريةً، عبر سرد
قصة المعلم الأمريكي (دون يجير)، الذي عمل مديرًا بمدرسة السلطان الخاصة.
ونُفّذ الفيلم بالتعاون
مع الشركة اليابانية (SHUN LIMITED)،
التي نشرت تقارير وثائقية لصالح وكالة الأنباء اليابانية العريقة (NHK)، ما أضفى على العمل بُعدًا عالميًّا يُعزز من قيمته الثقافية
والإنسانية.
/العُمانية/
عُمر الخروصي