تباطأ نمو الوظائف في الولايات المتحدة خلال أبريل 2024، في ظل تصاعد حالة عدم اليقين التي تهيمن على الاقتصاد الأميركي بفعل السياسات التجارية المتشددة للرئيس دونالد ترامب، خصوصاً بعد فرضه رسوماً جمركية شاملة على الشركاء التجاريين الرئيسيين.
واستقر معدل البطالة عند 4.2%، بينما أشار التقرير إلى أن الاقتصاد يحتاج إلى خلق نحو 100 ألف وظيفة شهرياً لمواكبة نمو السكان في سن العمل.ورغم أن التقرير يُعَد مؤشراً متأخراً نسبياً، فإن التأثيرات الاقتصادية لقرارات ترامب بدأت تُلقي بظلالها على توقعات سوق العمل، فقد أعلنت الإدارة الأميركية “يوم التحرير” عن فرض رسوم جمركية شاملة على معظم الواردات، ورفع الرسوم على السلع الصينية إلى 145%، وهو ما فجّر حرباً تجارية جديدة مع بكين، وأسهم في تشديد الأوضاع المالية بالبلاد.
وفي وقت لاحق، قرر ترامب تأجيل تطبيق بعض هذه الرسوم المتبادلة لمدة 90 يوماً، في خطوة وصفها خبراء الاقتصاد بأنها “تجميد اقتصادي مؤقت” زاد من حالة الترقب والجمود لدى الشركات، في ظل مخاوف متزايدة من ركود اقتصادي محتمل ما لم يتضح مسار السياسات التجارية في المدى القريب.تحذيرات من تداعيات أوسعورغم مرونة سوق العمل، لا تزال مؤشرات الخطر تتزايد؛ فقد سجلت وظائف القطاع الخاص أقل زيادة منذ سبعة أشهر، كما بدأت شركات أميركية كبرى، من بينها شركات طيران، في سحب توقعاتها المالية لعام 2025، مشيرة إلى تراجع الإنفاق الاستهلاكي على السفر بسبب الرسوم الجمركية المرتفعة.ومن المتوقع أن يُبقي مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي على سعر الفائدة الأساسي في نطاق 4.25% – 4.50% خلال اجتماعه المقبل، مع تنامي توقعات بأن تُقدِم الشركات على خفض ساعات العمل بدلاً من تسريح العمال في المرحلة الحالية.ويتفق معظم الاقتصاديين على أن التأثير الحقيقي للرسوم الجمركية سيبدأ بالظهور بشكل واضح في بيانات الصيف، بما في ذلك تقارير التوظيف والتضخم الرسمية.