“وعودُ اليمامةِ لجسدٍ معطوبٍ”.. أحمد الرمضاني يكتب من تخوم الألم شعرًا وتأملًا

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


مسقط في 21 أبريل /العُمانية/ في نصوصه
التي تتكئ على البوح الداخلي وتغوص عميقًا في تشققات الذاكرة، يقدّم الأديب
العُماني أحمد الرمضاني في كتابه الجديد “وعودُ اليمامةِ لجسدٍ معطوبٍ”
تأملات إنسانية تتجاوز حدود الألم الظاهري إلى عوالم النفس، حيث المرض ليس مجرد
عارض جسدي، بل تجربة وجودية تفيض بأسئلة الحياة والموت.

صدر الكتاب حديثًا عن “الآن ناشرون
وموزعون” في الأردن، متضمنًا مجموعة من النصوص المتصلة في عمقها، والمنفصلة
في تشكلها، تُعالج في مجملها العلاقة المعقدة بين الإنسان والزمن، وتحولات الذات
أمام مفاجآت الحياة. ويستهل الرمضاني كتابه بلغةٍ تفيض بالشجن وهو يكتب: “دع
البابَ مواربًا.. لا تغلقه ولا تفتحه، أحلامٌ بريّةٌ في الخارجِ تحلم بالترويضِ
والدفءِ، وهواجسُ دفينةٌ في الداخلِ ترنو إلى الفضاءاتِ الشاسعة”.

تتنقل نصوص الرمضاني بين سكينة الليل
وصخب الأسئلة، بين غرف المستشفيات وأحلامٍ جانحةٍ تسرح بأرواح الراحلين، وبين قسم
الأورام الذي يتحوّل في عينيه إلى “جناحٍ ماورائي.. موجودٍ وغير موجود”،
حيث يستحضر الشاعر تجربته الإنسانية بعمقٍ وجودي، يعكس هشاشة الجسد وقوة الكلمة في
آنٍ معًا.

ويمضي الكاتب في مساحاتٍ من التأمل الفلسفي،
متوقفًا عند مشاهد الحياة اليومية بوصفها مصدرًا للرؤية والدهشة، متسائلًا عن معنى
الوجود حين تختلط الرؤى بالحلم، والمواجهة بالتجاهل، قائلًا: “عادتي في
المواجهة هي التجاهل، أتجاهل الشيء فيختفي، هكذا ببساطة”.

وفي مشاهد أخرى، يمزج الرمضاني بين الرسم
والشعر في محاولة للقبض على “الإحساس المقدّس باللحظات العظيمة”،
مستنطقًا الطبيعة والذاكرة والغياب، مشكّلًا فسيفساء وجدانية تختزن ما لا يُقال.

يغور الرمضاني في أعماق روحه، مفتشًا عن
المعنى وسط رماد التجربة، قائلًا في أحد نصوصه:

“أنا الذي ظنَّ أنه ضيَّع البوصلة

وجدتُ الوجهة في التيه

أحرقت كتبًا وقصائد

وبجوار بقع شمسٍ على حائط

ترجَّلتُ للمرة الأخيرة

الحائط الذي في ثقبه دسستُ قصاصة
المتنبي: (على قلق كأن الريح تحتي)”.

جدير بالذكر أن أحمد الرمضاني من مواليد
قرية سرور بسلطنة عُمان عام 1987، ويعمل صيدلانيًّا.

/العُمانية/

أمل السعدية



‫0 تعليق

اترك تعليقاً