كيف نمكّن الشباب ليصبحوا قادة؟

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


 في عالم سريع التحول، تقف المجتمعات أمام تحدٍّ جوهري؛ وهو كيف نستثمر في طاقات الشباب ونصنع منهم قادة المستقبل؟ لا يكفي أن نُطالبهم بالعطاء والإبداع دون أن نوفر لهم البيئة المناسبة لذلك، فتمكين الشباب يبدأ من الإيمان بقدراتهم، ويستمر بخلق بيئة تتقبل أفكارهم، وتمنحهم الفرص لإثبات ذاتهم وتحقيق تأثيرهم.
لكي نبني جيلاً قيادياً، علينا أن نغرس فيهم الثقة بأنهم قادرون على التغيير، يبدأ ذلك بالإيمان الحقيقي من الأسرة، ثم المدرسة، ثم المجتمع، حين يشعر الشاب أن من حوله يثقون في عقله، ويستمعون لرأيه، يضاعف جهده، ويكسر حاجز الخوف من الفشل، الإيمان لا يكون بالشعارات، بل بالمواقف اليومية وهي منحهم مسؤوليات حقيقية، وإشراكهم في اتخاذ القرار، واحترام طموحاتهم حتى وإن كانت غير تقليدية، التحفيز لا يعني فقط الثناء، بل هو نظام متكامل يشعر الشاب أن تعبه محل تقدير، على المؤسسات أن تتبنى سياسات تشجيعية، سواء عبر المكافآت، أو الإشادة الإعلامية، أو دعم المبادرات الشبابية، ويلعب القادة الكبار دوراً كبيراً كقدوة؛ فحين يرى الشاب شخصية ناجحة تحترمه وتحتضنه، يشعر أنه على الطريق الصحيح.الكثير من الشباب لا يبذل أقصى جهده، ليس لغياب الطموح، بل لشعوره بأن الفرص محصورة، أو أن صوته لن يسمع، وهنا يأتي دور الدولة والمؤسسات في تبسيط الإجراءات أمام المبادرات الشبابية، وإزالة البيروقراطية المَعوْقة، وإرساء مبدأ العدالة والشفافية في الترقيات والدعم.، لكي نخلق بيئة تتقبل الشباب كقادة، نحتاج إلى ثقافة جديدة، تعيد تعريف “القيادة”.

تعريف القيادةلم تعد القيادة تعني العمر أو المنصب، بل الرؤية، والكفاءة، والقدرة على التأثير، قبول الشباب في مواقع القيادة يتطلب إعادة بناء ثقافة العمل لتشمل الحوار والتنوع، وتدريب الشباب على القيادة العملية وتمليكهم القدرات اللازمة منذ سن مبكرة ، وإلغاء الصورة النمطية التي تقول إن الشاب غير قادر على اتخاذ قرارات مصيرية، الشاب الذي لا يُدرّب لا يُمكّن، والقيادة لا تولد بالفطرة فقط، بل تُبنى عبر برامج ومهارات.لذا من الضروري توفير فرص التدريب على التفكير الاستراتيجي، وكذلك تعلم مهارات التواصل والإقناع وكذلك معرفة فن إدارة الوقت والموارد، ويجب أن تكون هذه البرامج شاملة للفئات كافة، وليس فقط للنخب، لضمان شمولية التمكين، من أسوأ ما يُقابل الشاب في بداية طريقه هو التوبيخ القاسي عند الخطأ، فالخوف من الفشل قد يقتل روح المبادرة، لذلك يجب أن تتحول الأخطاء إلى دروس، لا توبيخ.دع الشاب يخطئ ويتعلم ، ادعمه حين يتعثر، واحتفل به حين ينهض من جديد، وأختم بالقول إن تمكين الشباب لا يعني فقط ترديد شعارات أو إقامة فعاليات موسمية، بل هو مشروع وطني، يبدأ من المدرسة، ويصل إلى أعلى مؤسسات الدولة، وإذا أردنا لشبابنا أن يبذلوا أقصى جهودهم، فعلينا أن نعطيهم الثقة، ونهيئ لهم بيئة عادلة، مرنة، ومحفّزة، فكل شاب يحمل في داخله قائداً.. فقط يحتاج لمن يفتح له الباب.    تم إعداد هذه المقالة لصالح CNN الاقتصادية، والآراء الواردة فيها تمثّل آراء الكاتب فقط ولا تعكس أو تمثّل بأي شكل من الأشكال آراء أو وجهات نظر أو مواقف شبكة CNN الاقتصادية.



‫0 تعليق

اترك تعليقاً