مكاتب العائلات في الخليج.. من الحفاظ على الثروات إلى دور ريادي في الابتكار العالمي

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


تشهد مكاتب العائلات في دول مجلس التعاون الخليجي تحوّلاً جذرياً في أدوارها الاستثمارية، حيث تنتقل من نموذج الحفاظ على الثروات إلى لعب دور ريادي في دفع عجلة الابتكار العالمي. هذه المؤسسات التي كانت تُعرف بحذرها المالي، باتت اليوم تضخ استثمارات جريئة في الذكاء الاصطناعي، والأصول الرقمية، والتكنولوجيا المستدامة، ليس فقط بهدف تنويع المحافظ، بل لتشكيل ملامح الاقتصاد المقبل.
ووفقاً لتقرير حديث صادر عن شركة لوجيك للاستشارات بعنوان: «ما بعد الثروة: كيف ترسم مكاتب العائلات ملامح مستقبل الاستثمار»، فإن 78% من مكاتب العائلات حول العالم تخطط للاستثمار في الأصول الرقمية خلال العامين إلى الثلاثة أعوام المقبلة، ويبدو أن مكاتب العائلات في الخليج تتصدر هذا التوجه، مستفيدة من رؤوس أموالها الخاصة واستقلالها في اتخاذ القرار الاستثماري.استثمار مغامر

ومن أبرز هذه الاستثمارات، كما شرح ربيع شركة بيور هارفست للزراعة الذكية التي حصلت على تمويل من مكاتب مجموعة العليان ومجموعة الفطيم، ما يدل على التوجه نحو تحقيق الأمن الغذائي واستدامة الموارد.ويضيف ربيع: «اليوم، لا تسعى مكاتب العائلات فقط إلى تحقيق الأرباح، بل إلى الاستثمار في مستقبل يتماشى مع قيمها في الاستدامة والابتكار والتنمية».واستشهد على هذه التحوّلات، باستثمارات المكتب الخاص للشيخ سعيد بن مكتوم آل مكتوم في مشاريع في منصة فانتوم لتقنية البلوكشين وشركة سيرفيون للتحول الرقمي، بالإضافة إلى صفقة استحواذ شركة أوبر على كريم بعد استثمار شركة المملكة القابضة التابعة للأمير الوليد بن طلال فيها عام 2017، في صفقة بلغت 3.1 مليار دولار.ويعلق ربيع: «هذه الاستثمارات لا تعكس فقط جرأة مكاتب العائلات، بل أيضاً دورها في إعادة تشكيل مستقبل التكنولوجيا في المنطقة والعالم».ومع هذا التحول، تبرز تحديات حقيقية تتعلق بالحَوْكمة، والتخطيط للتوريث، والامتثال التنظيمي، وهي تحديات يتوجب معالجتها لضمان استمرارية هذه المؤسسات وتعزيز دورها العالمي. ومع ذلك، فإن تلاقي التحول التكنولوجي مع مشاركة الجيل الجديد والتركيز على الأثر الاجتماعي، يمنح مكاتب العائلات في الخليج مكانة متقدمة في رسم خارطة الاقتصاد الجديد، فما نشهده اليوم ليس مجرد تغيير في سلوك الاستثمار، بل في هوية مكاتب العائلات نفسها، كما أفاد ربيع.



‫0 تعليق

اترك تعليقاً