السبت المقدس.. صمت يملؤه الرجاء

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
google news

يُعد السبت المقدس أكثر أيام السنة صمتاً وسكوناً في الحياة المسيحية. لا تُقرع الأجراس، المذابح خالية، والقبر مغلق، وكأن كل شيء قد توقف. ولكن، في هذا الصمت العميق، يعمل الله بخفية، ويُمهِّد لقيامة الحياة من بين ظلال الموت.

غياب الظواهر… حضور الإيمان

لا تُتلى اليوم قراءات من الإنجيل، فالكلمة نفسها في استراحة. ومع ذلك، ينبض قلب الكنيسة برجاءٍ خفي، ينبع من يقينٍ داخلي بأن الفجر آتٍ، وبأن الحجر سيتدحرج. إنه زمن انتظار لا يُقاس بالساعات، بل بالإيمان الصامت الذي يرى ما لا يُرى.

مريم.. أيقونة الإيمان في الظلام

يُشار إلى هذا اليوم أحياناً بـ”ساعة مريم”، تلك التي آمنت دون أن ترى، وحفظت الكلمة في قلبها حتى في أشد لحظات الظلمة. في صمتها، نتعلّم كيف يكون الرجاء.. لا صوت له، لكنه حاضر بقوة. 

عندما يصنع الله البداية من النهاية

في صمت السبت، نتعلّم دروساً لا توصف بالكلمات. فعندما يبدو أن كل شيء قد انتهى، هناك، في قلب الفراغ، يخلق الله بداية جديدة. الصليب والقبر ليسا نهاية، بل فجر ولادة جديدة.
 

البابا يوحنا الثالث والعشرون.. بساطة الإيمان

كتب البابا القديس يوحنا الثالث والعشرون في مذكراته قائلاً:

“إحساسي بصغري وأني لا شيء كان دوماً رفيقاً طيباً لي، ويبقيني متواضعاً وهادئاً.”

في هذه العبارة تختصر دعوة السبت المقدس: أن ندخل في سر الله بقلب متواضع، يقبل ضعفه ليفسح المجال لقوة القيامة.

دعوة للعيش ببساطة وثقة

بهذه الروح، يُدعَى المؤمنون إلى عيش هذا اليوم لا بالحزن، بل بالتأمل الهادئ، والانفتاح على السر الإلهي. ففقط من يقبل صغره وضعفه يمكنه أن يُلامس عظمة القيامة ويُبصر فجرها.



Source link

‫0 تعليق

اترك تعليقاً